ظهور طبابة نمط العيش

 

ديونغ يَه & إين ديوك كونغ

ترجمة: د. معين رومية

 

مقدمة

عانت البشرية تاريخيًا من ندرة الغذاء. تشير الكلمة الكورية التقليدية "بوريغوغاي (Borigogae)" (مأزق الشعير) إلى مثل هذا الوضع، أي ندرة الطعام خلال الربيع عندما كانوا يعتمدون على الأرز إلى أن يحين وقت حصاد الشعير. والسبب في أن كثيرًا من الناس اليوم لديهم مشكلات صحية مثل السمنة، والسكري، ومتلازمة الاستقلاب، وارتفاع ضغط الدم، وما إلى ذلك، يرتبط بهذه الخلفية التاريخية. وعبر التاريخ التطوري للأوضاع الغذائية المحدودة، تكيّفت أجساد أسلافنا لاستيعاب هذه الندرة. ولذلك تطورت السعة التخزينية لجسم الإنسان للحفاظ على موارده من الطاقة[1].

لكنْ، كما أكد غولوب في كتابه Limits of Medicine حدود الطب، تغيرت أشياء كثيرة في القرن الماضي[2]. فالأمراض الحادة التي تسببها العدوى الجرثومية لم تعد تلك المشكلة المهمة، فقد تغيَّر نمط الأمراض. وبدلاً من ذلك، أضحت الأمراض المزمنة موضوعًا مهمًا. والإصرار على أن عدم كفاية إمدادات الغذاء من شأنه أن يؤدي إلى انخفاض عدد السكان بسبب حالات غير مرغوب فيها مثل الحرب، كما هو موضح في كتاب An Essay on the Principle of Population مبحث في مبدأ السكان لتوماس روبرت مالتوس[3]، ثبت أنه إصرار خاطئ. فمنذ نهاية الحرب العالمية الثانية، أصبحت إمدادات الأغذية أكثر وفرة، وزاد عدد السكان. وفي البلدان المتقدمة، صار الناس يمشون أقل من السابق لأنهم يستخدمون سياراتهم الخاصة ويعملون في مكاتبهم بدلاً من الجري للإمساك بالحيوانات البرية من أجل تأمين البروتين لأجسادهم.

هناك حاجة في عصرنا إلى أنموذج paradigm جديد لمعالجة المشكلات الصحية الحديثة لأن الأمراض المزمنة تغدو باضطراد أكثر فأكثر شيوعًا، لتحل محل الأمراض الحادة من قبيل الأمراض المعدية. ترتبط خصائص هذه الأمراض المزمنة المتزايدة مع أنماط عيش الناس، وأفضى هذا الارتباط إلى ولادة مصطلح طبابة نمط العيش lifestyle medicine.

في هذا الاستعراض، نحلل تاريخ وخلفيات ولادة طبابة نمط العيش ونناقش حالتها الراهنة. سوف تصبح طبابة نمط العيش أكثر أهمية في المستقبل، وإن توضيح أغراض طبابة نمط العيش سيساعد في تنقيح الطب الحديث.

تعريف طبابة نمط العيش

استُخدم مصطلح "طبابة نمط العيش" لأول مرة عنوانًا لندوة في عام 1989[4]. وظهر لأول مرة في المنشورات كموضوع لمقال في عام 1990[5]. وفي عام 1999، ذكر رِيب أن

طبابة نمط العيش تنطوي على دمج عادات نمط العيش في الممارسة الحديثة للطب من أجل خفض عوامل الخطر المسببة للأمراض المزمنة من جهة، و/أو من أجل المساعدة في علاج المرض إذا كان قائمًا، من جهة أخرى. تجمع طبابة نمط العيش بين الأدلة العلمية السليمة في مختلف المجالات الصحية لا لمساعدة الطبيب في عملية معالجة المرض فحسب، بل أيضًا لتعزيز الصحة الجيدة.

ويعدّ كتاب رِيب المعنون Lifestyle Medicine طبابة نمط العيش أول كتاب تعليمي ومعلمًا بارزًا في المنشورات المتعلقة بطبابة نمط العيش[6].

وفي كتاب آخر يحمل أيضًا عنوان طبابة نمط العيش، عُرِّفت طبابة نمط العيش بأنها

تطبيق المبادئ البيئية والسلوكية والطبية والتحفيزية لتدبير المشكلات الصحية ذات الصلة بنمط العيش في أوساط الممارسة الطبية السريرية.[7]

والطبعة الثانية من هذا الكتاب التي صدرت بعد أربع سنوات أضافت "تحفيز الرعاية الذاتية والتدبير الذاتي بحيث يعكسان التركيز مؤخرًا على التدبير الذاتي باعتباره عاملاً أساسيًا في العلاج الصحيح للمرض المزمن". وتضمنت الطبعة الثانية أيضًا أربعة فصول إضافية، وأضيف إلى العنوان الرئيسي للكتاب العنوان الفرعي "تدبير أمراض نمط العيش في القرن الحادي والعشرين".

وثمة تعريفات أخرى لطبابة نمط العيش، فالكلية الأميركية لطبابة نمط العيش ALCM تعرِّفها بأنها "استخدام مداخلات نمط العيش في علاج وتدبير المرض". ويتابع التعريف، "تشمل هذه المداخلات الحمية (التغذية)، وممارسة الرياضة، والتعامل مع الإجهاد، والتوقف عن التدخين، ومجموعة متنوعة غيرها من الطرائق غير الدوائية"[8]. وتعرِّفها الكلية الأوروبية للطب الوقائي وطبابة نمط العيش ECLM بأنها "البحث والوقاية السريرية والعلاج لحالات الفشل الوظيفي الناجمة عن نمط عيش غير فيزيولوجي يُراكم أعباءً غير متوازنة (الأمراض المرتبطة بنمط العيش LRDs،)" و/أو "الوقاية من، وعلاج، الأمراض المرتبطة بنمط العيش من خلال المداخلات الغذائية والنفسية والاجتماعية والبيئية والدوائية"[9].

على هذا النحو، عُرِّفت طبابة نمط العيش بطرق عديدة وتغيرت تعريفاتها مع مرور الوقت. والنقطة المشتركة في هذه التعريفات هي التركيز على نمط العيش ودوره المهمِّ في العلاج وإعادة التأهيل وكذلك في الوقاية.

لماذا طبابة نمط العيش ضرورية من أجل الصحة؟

منذ حوالي 2500 سنة، قال الطبيب اليوناني أبقراط: "من أجل الحفاظ على صحة جيدة، ينبغي للمرء ببساطة الابتعاد عن كثرة الطعام وقلَّة الشغل"[10]. وقال فلاسفة صينيون ويونانيون "عليك بالاعتدال" و"كل شيء يكمن في الاعتدال". هذه المواقف مهمة أيضًا للحفاظ على صحة الفرد.

ترتبط المشكلات الصحية الراهنة في البلدان المتقدمة بالواردات الزائدة من الطاقة إلى الجسم، وهذا يرجع إلى عوامل مثل الوجبات السريعة والنشاط البدني المحدود الناشئ عن الأتمتة، والتنقل بالسيارة، وشيوع الأعمال المكتبية، والزيادة في الأنشطة المنزلية الثابتة من قبيل مشاهدة التلفزيون. وبسبب هذه التغيرات في نمط العيش، تغدو أمراض متنوعة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والاستقلاب الهضمي أكثر فأكثر شيوعًا.

ومن هنا فإن واضعي كتاب Lifestyle Medicine: Managing disease of lifestyle in the 21st century طبابة نمط العيش: تدبير أمراض نمط العيش في القرن 21 أصروا على أن "وصفة أبقراط تحتاج الآن إلى توسيع". ويمكن تفسير ذلك بنغمة معاصرة لنقول: ’لا تدخن، لا تتناول الكثير من الدهون (أو عمومًا الكثير من الطعام أو الشراب)، لا تشرب كثيرًا (أو قليلاً جدًا) من الكحول، حاولْ ألاَّ تتعرض للقلق أو الاكتئاب، وازنْ ما تبذله من إجهاد، لا تتناول المخدرات (من أي نوع)، لا تمارس الجنس غير الآمن، تناول وجبة الإفطار، مارسْ النشاط البدني بانتظام، نَمْ جيدًا وكفاية، استخدم واقياتٍ من الشمس، استخدم مرطبًا، تجنب تكييف الهواء حيثما أمكن، حافظ على الجلد رطبًا، استعمل خيط تنظيف الأسنان بانتظام، وتذكَّر، الاعتدال في كل شيء- بما في ذلك الاعتدال"[11].

تختلف طرائق عيش الإنسان المعاصر من شخص لآخر، ومع ذلك فإن خيارات نمط العيش ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالحالة الصحية لدى جميع الناس تقريبًا. ولهذا السبب نعتبر أن نمط العيش مؤشر مهم على الصحة. في مقدمة كتابه طبابة نمط العيش، عبَّر رِيب عن أمله في أنَّ طبابة نمط العيش "سوف تدشن فرعًا جديدًا كليًا من فروع الطب يؤكِّد على الروابط المهمة بين الممارسة الطبية السريرية وبين التوصية بسلوكيات نمط عيش إيجابية للمرضى". نحن نتفق مع هذا الرأي، وواثقون أن طبابة نمط العيش سوف تصبح قضية أساسية جوهرية في الطب الحديث.

الحالة الراهنة لطبابة نمط العيش

هل يمكن اعتبار طبابة نمط العيش أحد المجالات المترابطة معًا في ميدان الطب؟ جوابنا هو "نعم".

استُخدم مفهوم طبابة نمط العيش لأول مرة منذ 24 عامًا، ومرَّت 14 عامًا منذ أن نشر رِيب كتابه التعليمي البارز طبابة نمط العيش. لكنّ انتشار طبابة نمط العيش في ميدان الطب الحديث لا تزال ضعيفة، إذْ تصدر مجلتان فقط في هذا المجال، هما American Journal of Lifestyle Medicine (المجلة الأمريكية لطبابة نمط العيش)، وJournal of Lifestyle Medicine (مجلة طبابة نمط العيش)، في أمريكا وجمهورية كوريا، على التوالي. ولا تصدر هاتان المجلتان عن جمعيات على المستوى الوطني تهتم بطبابة نمط العيش، بل عن رابطة طبابة نمط العيش ومعهد طبابة نمط العيش (معهد صغير)، على التوالي.

وتعدُّ الكلية الأمريكية لطبابة نمط العيش ACLM "أول جمعية مهنية وطنية للأطباء المتخصصين في استخدام مداخلات نمط العيش في علاج وتدبير المرض"[8]. وقد نظمت الجمعية العديد من الفاعليات مثل الاجتماعات السنوية (منذ عام 2011)، ونشر الرسائل (منذ عام 2008)، والبرامج التعليمية، وما إلى ذلك. لكنَّ دور الكلية الأوروبية للطب الوقائي وطبابة نمط العيش ECLM والرابطة الأسترالية لطبابة نمط العيش ALMA يجب أن يزداد لتكون طبابة نمط العيش مستقلة. وعلى الرغم من أن الرابطة الأسترالية طبعت مرتين كتاب طبابة نمط العيش، إلاَّ أنها لا تنشر مجلة خاصة بها، كما هو حال الكلية الأوروبية.

وفي كوريا الجنوبية، تحظى طبابة نمط العيش بالانتشار أيضًا. ففي العديد من المؤسسات الطبية، شكَّل الباحثون المهتمون بهذا المجال مجموعة للبحث والدراسة. وتعاون أعضاء مجموعة أبحاث نمط العيش في كلية الطب بجامعة تشونبوك الوطنية لترجمة الطبعة الثانية من كتاب طبابة نمط العيش: تدبير أمراض نمط العيش في القرن 21 إلى اللغة الكورية، وأصبح العديد من الباحثين في مختلف الكليات أكثر اهتمامًا بطبابة نمط العيش.

لم تمتد تأثيرات هذه المجموعات بعد إلى جميع أنحاء البلاد، ولكن العديد من الباحثين في العديد من المجالات مثل التغذية وممارسة الرياضة والطب وعلم النفس يصبحون أكثر اهتمامًا ويدركون ضرورة تجميع قدراتهم من أجل حل المشكلات الطبية الشائعة في المجتمع الحديث.

خصائص طبابة نمط العيش

قدمنا طبابة نمط العيش بوصفها مفهومًا جديدًا للطب الحديث، لكنّ هذا المفهوم ليس جديدًا. عندما نُشرت المقالة الأولى التي أظهرت أن التدخين يتسبب في سرطان الرئة[12] فوجئ كثير من الناس. وعلى أي حال، مرَّ 35 عامًا منذ هذا الإدراك، ومن المعروف الآن أن التدخين هو واحد من أهم العوامل الخطرة في أنواع كثيرة من السرطان. وكما وصفنا في فقرة لماذا طبابة نمط العيش ضرورية من أجل الصحة؟ (أعلاه)، يعتبر التدخين أحد عادات نمط العيش، وقد استخدمت كلمة "نمط العيش" لسنوات كثيرة. وبسبب الألفة مع الكلمة، يعتقد كثير من الناس أن طبابة نمط العيش ليست جديدة.

طوال 50 عامًا، كانت أهمية نمط العيش، من قبيل ممارسة الرياضة، والتدخين، والنظام الغذائي، والكحول، والحالة النفسية، وما إلى ذلك، معروفة جيدًا. ويوافق معظم الناس على أن نمط العيش اليومي يؤدي دورًا رئيسيًا في الصحة الشخصية ويحسِّن نوعية الحياة. والمطلب المهم لـ "طبابة نمط العيش" هو تدخل الأطباء السريريين وتعاونهم.

أصبح نمط العيش أكثر وأكثر أهمية فيما يتعلق بالصحة الشخصية، مما أدى إلى تغييرات عديدة في الحياة اليومية.

1.    أصبحت طبابة التمارين البدنية للناس عامة تضاهي أهمية الطب الرياضي للاعب الرياضة.

2.    يعرف الأطباء أهمية النظام الغذائي، ولكن هذا شيء لا يمكن كتابة وصفة دوائية بشأنه. ولذلك يرسلون مرضاهم للتشاور مع خبراء التغذية.

3.    بغض النظر عن المتعة الشخصية، يغدو التدخين أكثر صعوبة بسبب القيود المفروضة بحكم رقابة القواعد، وحتى القوانين.

4.    أصبحت مراكز اللياقة البدنية والعافية شعبية لأولئك المهتمين بصحتهم ويفهمون ضرورة النشاط البدني (على الرغم من أن الكثير من الناس يواصلون الاعتماد على السيارات للتنقل).

5.    منذ أكثر من 50 عامًا، لم يكن أي طبيب يهتم بأنماط العيش اليومية للمرضى؛ أمَّا حاليًا فإن الأطباء يشددون على أهمية نمط العيش إلى جانب الدواء.

لعلَّ التغيير الأخير هو الأكثر أهمية في مسألة القبول واسع النطاق لطبابة نمط العيش. فقد بدأ الأطباء يرون في نمط العيش أداة حاسمة في العناية بالمرضى وكذلك بالناس العاديين. وبدأت الدعوة إلى نمط حياة صحي من أجل الوقاية من الأمراض والحفاظ على صحة الأفراد الأصحاء وعلاج المرضى وإعادة تأهيلهم. واستخلص إيغر وآخرون أن "طبابة نمط العيش تشكل جسرًا مع مجالي الصحة العامة وتعزيز الصحة، حيث يُعرَّف هذا الأخير بأنه" مزيج من الدعم التعليمي والبيئي لإجراءات وظروف العيش المواتية للصحة"[10].

كان ينبغي للمرضى سابقًا الذين يرغبون في العودة إلى صحة جيدة الامتثال لأمر الطبيب. أما في العصر الحديث حيث شاعت الأمراض المزمنة فإن مثل هذا الموقف لم يعد مفيدًا للصحة. ينبغي للمرضى حاليًا أن يكونوا شركاء في شأن صحتهم بدلاً من مجرد قبول الوصفات العلاجية المقررة. ولحلِّ مشكلة طبية، فإن التدبير الذاتي لدى المرضى هو أكثر أهمية من أي عامل آخر[14]. تظهر الاختلافات بين الطب الحديث المعتاد وطبابة نمط العيش في الجدول (1).

الطب الحديث المعتاد

طبابة نمط العيش

يعالج عوامل الخطر الفردية

تعالج الأسباب المتعلقة بنمط العيش

المريض متلقي منفعل للعناية الطبية

المريض مشارك فاعل في العناية الطبية

لا يُطلب من المريض إجراء تغييرات كبرى

يُطلب من المريض إجراء تغييرات كبرى

العلاج يكون غالبًا قصير الأمد

العلاج يكون دائمًا طويل الأمد

المسؤولية تقع على عاتق الطبيب

المسؤولية تقع أيضًا على عاتق المريض

الدواء يكون غالبًا هو العلاج ’الأخير‘

ربما تكون هناك حاجة إلى الدواء، لكن التركيز يكون على تغيير نمط العيش

يركز على التشخيص والإلزام

تركز على التحفيز والاستجابة

الهدف هو تدبير المرض

الهدف أولاً/ثانيًا/ثالثًا هو الوقاية

اعتبار أقل للبيئة

اعتبار أكبر للبيئة

التأثيرات الجانبية تُضاهَى بالمنافع

التأثيرات الجانبية التي تؤثر في نمط العيش تتطلب انتباهًا أكبر

يتضمن العلاج أطباء اختصاصيين آخرين

يتضمن العلاج تضافر مختلف العاملين المتخصصين في مجال الصحة

عمومًا، يعمل الطبيب بشكل مستقل، وفق قاعدة واحد مقابل واحد

الطبيب يكون جزءًا من فريق العاملين المخصصين في مجال الصحة

الجدول 1: الاختلافات بين مقاربة طبابة نمط العيش ومقاربة الطب الحديث المعتاد

لا تطبق طبابة نمط العيش على جميع الأمراض، إن تركيزها يكون على فرد و/أو مجموعة صغيرة، ويشمل البحث للعثور على أفضل الطرق للوقاية، والعلاج، وإعادة تأهيل المرضى من خلال الالتزام بأنماط عيش مستحسنة. ولتحقيق لهذه الغاية، من الجوهري في طبابة نمط العيش أن ينخرط الأطباء السريريون بفاعلية وأن يسهم الناس كشركاء.

نمط العيش وهنود بيما

يعيش الهنود الحمر من شعب بيما في ولاية أريزونا، ما بين الولايات المتحدة الأمريكية وشمال المكسيك. في عام 1979، أظهر تقرير أن انتشار مرض السكري لدى هنود بيما في ولاية أريزونا كان أعلى من انتشاره لدى أي سكان آخرين. فمثلاً، كان أكبر بمقدار 19 ضعفًا مما في روتشستر، ولاية مينيسوتا، الولايات المتحدة الأمريكية[16] استنادًا إلى دراسات الأقران cohort studies ذات النطاق الواسع. وكانت معرفة أسباب ذلك ذات أهمية للمجتمع الطبي.

ذهب الاحتمال الأول إلى أن أفراد شعب بيما طوَّروا قدرة متزايدة على تخزين الطاقة. فقد جاء أسلافهم، على غرار القبائل الهندية الأخرى، من القارة الأوراسية، ووضعوا أقدامهم في القارة الأمريكية منذ حوالى30.000 سنة. ومنذ ذلك الوقت، وبسبب الحاجة إلى التغلب على الظروف البيئية القاسية جدًا، يمكن أن يكون هؤلاء السكان قد طوروا مثل هذه السمة المُجزية وراثيًا.

هناك بعض الخصائص لدى هنود بيما التي يُحتمل أنها أسهمت في ارتفاع معدل الإصابة بالسكري. فهؤلاء السكان لديهم الحد الأدنى من السلالة الأوروبية[17]، والنوع الأول من مرض السكري نادر جدًا حتى في الأفراد الشباب[18]. وحقيقة أن هؤلاء السكان لديهم تغيُّرية وراثية وبيئية محدودة ومعدل إصابة منخفض بمرض السكري من النوع الأول يجعلهم عيِّنة مناسبة بحيث يستطيع علماء الطب البحث عن الجينات المرتبطة بمرض السكري من النوع الثاني. وأظهرت إحدى هذه الدراسات أن مرض السكري في هنود بيما كان من النوع العائلي[19]. يوجد بين السكان أفراد يعانون من معظم الخصائص السريرية لمرض السكري مثل السمنة، ومقاومة الأنسولين، والاختلال الوظيفي في إفراز الأنسولين، وزيادة معدلات إفراز الغلوكوز ذاتيًا[20]. ولمَّا كانت المعايير التشخيصية لمرض السكري من النوع الثاني وفقًا لمنظمة الصحة العالمية تستند إلى السكان الأمريكيين الأصليين[21]، فإن النتائج التي تمَّ التوصل إليها بين هنود بيما تشير إلى أن المسارات الاستقلابية الرئيسية المرتبطة بالتسبب في مرض السكري هي مشتركة لكل من السكان الأصليين وغير الأصليين الأميركيين.

حتى الأربعينيات، كانت السمنة والسكري نادرين جدًا بين هنود بيما الذين يعيشون في المنطقة الجبلية ويحافظون على نمط عيش تقليدي. ومن أجل الاستقصاء حول انتشار مرض السكري والبدانة في الستينيات، أخذ العلماء بعين الاعتبار التغير في نمط عيشهم. تم تقسيم هنود بيما إلى أولئك الموجودين في ولاية أريزونا والمكسيك قبل 700-1000 سنة، مما يعني أن هاتين المجموعتين كانتا مرتبطتين وراثيًا[22]. قارن علماء الطب بين مدى انتشار هنود بيما في ولاية أريزونا الأمريكية والمكسيك. وحكمًا، كان انتشار السكري منخفضًا جدًا لدى هنود بيما في المكسيك، كما هو الحال في هنود بيما في ولاية أريزونا. ثم نتجت أنماط مختلفة من المرض بين المجموعتين بسبب التأثيرات البيئية على نمط العيش، وخاصة المدخول الغذائي[23]. فهنود بيما الذين يعيشون حاليًا في ولاية أريزونا يتبعون نمط العيش الغربي، بما في ذلك تناول الوجبات السريعة، مما يسهم في مرضي السكري والسمنة. وقد لوحظت تغييرات مماثلة لدى هنود بيما في المكسيك. وعندما أجريت إحدى دراسات الأقران في عام 1995، كان هنود بيما المكسيكيون يمارسون الأساليب التقليدية للزراعة، التي تنطوي على المشي لمسافات طويلة إلى المزارع النائية وساعات طويلة من العمل اليومي. ومع ذلك، وجد فريق البحث نفسه أن انتشار السمنة والسكري قد ازداد بعد 15 عامًا بسبب زيادة توافر الكهرباء ومحلات البقالة. على هذا النحو، بدأ نمط عيش هنود بيما في المكسيك يقترب من نمط عيش هنود بيما في أريزونا، مما أدى إلى زيادة في انتشار السمنة والسكري لدى هنود بيما المكسيكيين[24].

وفي الوقت نفسه، حاول عدد من الباحثين التعرف على العوامل الوراثية التي أدت إلى مرض السكري من النوع الثاني لدى هنود بيما. نشر هانسون وآخرون مقالة أظهرت أن الكروموزوم 11 q23-q24 قد يؤثر على مرض السكري من النوع الثاني[25]، ولكن مجموعة أخرى من الباحثين ذكرت أن "تحديد متغير وظيفي واحد داخل أحد الجينات لا يكافئ دائمًا تحديد المتغير(أو المتغيرات) المسببة للمرض. إن الاختلاف الذي يقاس في أنبوب الاختبار قد لا يكون كافيًا كي يسبب، أو كي لا يكون له علاقة، في الجسم الحي الاختلالات الفيزيولوجية التي تؤدي إلى مرض السكري من النوع الثاني"[26].

أدت التطورات في علم الوراثة إلى اكتشاف الجينات المسؤولة عن أمراض معينة مثل داء هنتنغتون و/أو بيلة الفينيل كيتون. ولمَّا اكتُشفت الجينات المسؤولة عن السمنة، والخرف، وارتفاع معدل الذكاء، كان يُعتقد بأن العديد من الأمراض والعلامات يمكن تفسيرها على أساس الخلفية الوراثية للمرء. ولكن ثبت أن تفسير الأمراض وظروف الجسم باستخدام علم الوراثة فقط هو أمر مستحيل. فقد ذُكرت الجينات المسؤولة عن داء السكري من النوع الثاني في العديد من الأبحاث، ولكن العديد من مواضع الجينات على الكروموسومات تختلف بين الأعراق والمجموعات الإثنية [27-29].

إن حقيقة كون الجينات المسؤولة عن المرض نفسه تختلف وفقًا للعرق أو المجموعة الإثنية تبين أن نمط العيش يجب أن يعتبر عاملاً مهمًا في طبابة نمط العيش.

تطور طبابة نمط العيش خلال العقد السابق

أصبح مصطلح "طبابة نمط العيش" أكثر انتشارًا منذ أول استخدام له في عام 1989[4]. وبالنسبة إلى كثير من علماء الطب، لم يعد أمرًا جديدًا اعتبارُ نمط العيش عاملاً مهمًا في الطب البشري. وقد نشرت على نحو متزايد مقالات تناقش في طبابة نمط العيش. ونقدم هنا عدة مقالات مُراجعة صدرت في العقد السابق.

ألحَّ العديد من المؤلفين[30-34] على أن نمط العيش يمكن أن يحسِّن الصحة ويكون مفيدًا لعلاج الأمراض. واستهدفت بعض المقالات مجموعات محددة على أساس العمر[35،36]. وبالإضافة إلى ذلك، كُتبت مقالة تتناول عينة من جمهور العسكريين، الذي يمكن اعتبارهم مجتمعًا مغلقًا[37]. أظهر ذلك كله تأثير طبابة نمط العيش وفاعليتها في كثير من المجموعات السكانية المختلفة.

تتطور طبابة نمط العيش بنشاط في أمريكا واستراليا والعديد من الدول الأوروبية وبدأت تنمو في بعض البلدان الآسيوية مثل اليابان[38،39] وتايوان[33] والهند[40]. والمقالات المكرسة لطبابة نمط العيش آخذة في الازدياد، مما يشير إلى أن طبابة نمط العيش تغدو منتشرة في جميع أنحاء العالم.

وفي الآونة الأخيرة، اتجهت بعض المقالات إلى مجموعات خاصة من الأمراض، ولا سيما أمراض القلب والأوعية الدموية[31،32،41،42]. وأظهرت إحدى هذه الدراسات كيفية الحد من ارتفاع ضغط الدم من خلال التحكم في نمط العيش[42]. في مقدمة كتاب طبابة نمط العيش التي تتضمن فقرة بعنوان "تدبير نمط العيش والوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية"، كتب ريب "إن تدبير عوامل الخطورة في العلاج السريري لأمراض القلب والأوعية الدموية بات موقفًا بارزًا بين مداخلات نمط العيش في الطب الأمريكي"، الأمر الذي يشير إلى أن أمراض القلب والأوعية الدموية هي المجال الأكثر استفادة من استخدام طبابة نمط العيش.

اقترح ثلاثة محررين في مجلة Lifestyle Medicine التي صدرت في أستراليا عام 2007 أن طبابة نمط العيش سيتم استخدامها لتدبير الأمراض المزمنة. ووصف المؤلفون نمط العيش بأنه يدخل في مسببات الأمراض المزمنة، وأكدوا أهميته في استشارات الرعاية الأولية. وأصروا على أن "مقاربة سريرية معدَّلة استنادًا إلى مفهوم طبابة نمط العيش تساعد على سد الفجوة بإضافة المهارات السلوكية والتحفيزية والبيئية إلى الممارسات الطبية المعتادة"[43]. ولم يقتصر اقتراحُ الامتداد بدور الطبيب السريري ليشمل طبابة نمط العيش على هذه المقالة فقط، بل ذُكر أيضًا في مقالة أخرى عام 2004.

استخدام طبابة نمط العيش في حل المشكلات الطبية

الأمراض المزمنة هي الأسباب الرئيسية للوفيات في جميع أنحاء العالم[44]. وهذا يدل على أن عوامل نمط العيش مثل التغذية، والتدخين، واستهلاك الكحول، والإجهاد، والخمول البدني لها دور كبير في نشوء هذه الأمراض[45-47]. وبشكل عام، ترتبط أمراض الاستقلاب ارتباطًا وثيقًا بنمط العيش، والأمراضُ المزمنة بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية، ومتلازمة الاستقلاب الغذائي، والسمنة، والسكري من النوع الثاني، وبعض أنواع السرطان، صارت تُعرف باسم الأمراض المرتبطة بنمط العيش LRDs.

ظهرت طبابة نمط العيش مترافقة بتوقع المساعدة في الوقاية والعلاج وإعادة التأهيل فيما يخص الأمراض المرتبطة بنمط العيش فضلاً عن تحسين الصحة العامة. يمارَس نمط العيش خارج العيادة الطبية، لذلك يجب أن يدار التدخل في نمط العيش على أساس العيادات الخارجية. ولتحقيق هدف طبابة نمط العيش، يجب على الطبيب أن يتعاون مع خبراء في مجالات أخرى. وبالتالي، يجب على الأطباء التدخل في نمط معيشة الناس. ومع بروز طبابة نمط العيش كقضية رئيسية، تغيرت علاقتها بالدواء. يصف الأطباء عمومًا الدواء وفق جرعة ثابتة معروفة. ولكن عند أخذ نمط العيش بعين الاعتبار يجب النظر في كميات مخفَّضة على نحوٍ مناسب.

بدأ المجلس الطبي في كاليفورنيا في توجيه عملية التدريب على طبابة نمط العيش ومحتواه فيما يخص الأمراض المزمنة[48]. هذا مثال واحد يدل على تزايد شعبية طبابة نمط العيش. ولأجل حل المشكلات الطبية عن طريق التحكم في نمط العيش، فإن التعليم المستمر ووتوفير المعلومات مطلوبان.

إن المشكلة الرئيسية في إقناع الناس بأهمية طبابة نمط العيش تنشأ عن صعوبة تحفيز المرضى على تغيير أنماط عيشهم. أظهرت دراسة سابقة أن المتابعة مع اختصاصي التوعية الصحية إلى جانب إرشادات الطبيب أدت إلى زيادة تمارين المشي الأسبوعية مقارنة مع مجموعة المراقبة في الدراسة التي تلقت الرعاية القياسية فقط[49]. وأظهرت دراسة أخرى أن 11٪ فقط من مرضى السكري يتبعون تعليمات النظام الغذائي الخاص بهم[50]. وللتغلب على هذه المقاومة لتغيير نمط العيش، يجب أن يكون الأطباء أكثر نشاطًا في تشجيع المرضى. فوفقًا لدراسة سابقة، بالإضافة إلى تنمية الثقة والمعرفة بشأن برامج مراقبة نمط العيش، من الضروري أيضًا وجود برنامج تعليمي تربوي حول طبابة نمط العيش.

وصفوة القول إن تغيير السلوك غير المستحسَن والحفاظ على نمط عيش صحي بات أمرًا مهمًا للعافية في العصر الحديث. إن نمط العيش الصحي هو أساس الوقاية والعلاج وإعادة التأهيل، بالإضافة إلى دوره في تعزيز الصحة. ولتشجيع المرضى والناس العاديين على الحياة وفق أنماط عيش صحية، يجب على الأطباء المزودين بمعرفة كافية أن يشاركوا بثقة مع فرق الرعاية الصحية ويرافقونهم. لذلك، ثمة حاجة أيضًا إلى سياسات طبية وبرامج مجتمعية تعزز انتشار طبابة نمط العيش.

خلاصة

تغيرت أنماط العيش بمرور الزمن. ترتبط هذه التغيرات في نمط العيش ارتباطًا وثيقًا بتغيرات في أنماط المرض. ولحل المشكلات الصحية اليوم ومستقبلاً يتعيَّن على الأطباء وعلى الناس العاديين الاهتمام بنمط العيش. حتى الآن، كان الدور المهم للأطباء يتمثل بتشخيص وعلاج الأمراض، أمَا في المستقبل فسيكون عليهم التركيز على أنماط العيش من أجل تدبير هذه الأمراض. وبالتالي، ستكون طبابة نمط العيش مجالاً مهمًا في الطب في المستقبل.

نقلا عن مجلة جسور

*** *** ***

مصدر المقالة

Dyung Yeh and In Deok Kong, Journal of Lifestyle Medicine, March 2013.

الحواشي

1. Nesse RM, Williams GC. Why we get sick: the new science of Darwinian medicine. 1st ed. Vintage; New York: 1996.

2. Golub ES. The limits of medicine: how science shapes our hope for the cure. University of Chicago Press; Chicago: 1997.

3. Gilbert G. Introduction to Malthus T.R. Oxford World’s Classics reprint; Oxford: 1798. p. viii.

4. Wynder EL. Cancer control and lifestyle medicine.. Present and future of indoor air quality: proceedings of the Brussels Conference.; 1989. pp. 3–13.

5. Urbanek H. Ethos der lebenshantung als aufgabe der praventiv medizin (lifestyle and preventive medicine) Osterreichische Krankenhaus-Zeitung. 1990;31:685–8.

6. Rippe JM. Lifestyle medicine. 1st ed. Blackwell Science; Malden, Mass.; USA: 1999.

7. Egger G, Binns A, Rossner S. Introduction to lifestyle medicine. In: Egger G, Binns A, Rossner S, editors. Lifestyle medicine. 1st ed. McGraw-Hill Australia Pty Ltd.; 2007. p. 1.

8. Woodburn (OR): American College of Lifestyle Medicin; What is lifestyle medicine? [Internet]. c2011 [cited 2013 Mar 12]. Available from: http://lifestylemedicine.org/define.

9. Paris: European College of Preventive and Lifestyle Medicine (ECLM); Lifestyle medicine [Internet]. c2013 [cited 2013 Mar 12]. Available from: http://eu-lifestyle-medicine.org/lifestyle-medicine.

10. Egger G, Binns A, Rossner S. Introduction to lifestyle medicine. In: Egger G, Binns A, Rossner S, editors. Lifestyle medicine: managing disease of lifestyle in the 21st century. 2nd ed. McGraw-Hill Australia Pty Ltd; Noth Ryde: 2011. p. 2.

11. Egger G, Binns A, Rossner S. Introduction to lifestyle medicine. In: Egger G, Binns A, Rossner S, editors. Lifestyle medicine: managing disease of lifestyle in the 21st century. 2nd ed. McGraw-Hill Australia Pty Ltd; Noth Ryde: 2011. pp. 2–3.

12. Doll R, Peto R. Cigarette smoking and bronchial carcinoma: dose and time relationships among regular smokers and lifelong non-smokers. J Epidemiol Community Health. 1978;32:303–13. 

13. Green LW, Kreuter MW. Health promotion planning: an educational and environmental approach. 2nd ed. Mayfield Pub. Co.; Mountain View, CA: 1991.

14. Egger G, Binns A, Rossner S. Introduction to lifestyle medicine. In: Egger G, Binns A, Rossner S, editors. Lifestyle medicine: managing disease of lifestyle in the 21st century. 2nd ed. McGraw-Hill Australia Pty Ltd; Noth Ryde: 2011. pp. 44–58.

15. Battersby M, Egger G, Litt J. Introduction to lifestyle medicine. In: Egger G, Binns A, Rossner S, editors. Lifestyle medicine: managing disease of lifestyle in the 21st century. 2nd ed. McGraw-Hill Australia Pty Ltd; Noth Ryde: 2011. p. 5.

16. Knowler WC, Bennett PH, Hamman RF, Miller M. Diabetes incidence and prevalence in Pima Indians: a 19-fold greater incidence than in Rochester, Minnesota. Am J Epidemiol. 1978;108:497–505.

17. Williams RC, Knowler WC, Pettitt DJ, Long JC, Rokala DA, Polesky HF, Hackenberg RA, Steinberg AG, Bennett PH. The magnitude and origin of European-American admixture in the Gila River Indian Community of Arizona: a union of genetics and demography. Am J Hum Genet. 1992;51:101–10.

18. Dabelea D, Hanson RL, Bennett PH, Roumain J, Knowler WC, Pettitt DJ. Increasing prevalence of Type II diabetes in American Indian children. Diabetologia. 1998;41:904–10. 

19. Hanson RL, Elston RC, Pettitt DJ, Bennett PH, Knowler WC. Segregation analysis of non-insulin-dependent diabetes mellitus in Pima Indians: evidence for a major-gene effect. Am J Hum Genet. 1995;57:160–70.

20. Knowler WC, Pettitt DJ, Saad MF, Bennett PH. Diabetes mellitus in the Pima Indians: incidence, risk factors and pathogenesis. Diabetes Metab Rev. 1990;6:1–27. 

21. Bogardus C, Lillioja S, Howard BV, Reaven G, Mott D. Relationships between insulin secretion, insulin action, and fasting plasma glucose concentration in non-diabetic and noninsulin-dependent diabetic subjects. J Clin Invest. 1984;74:1238–46. 

22. Ravussin E, Valencia ME, Esparza J, Bennett PH, Schulz LO. Effects of a traditional lifestyle on obesity in Pima Indians. Diabetes Care. 1994;17:1067–74.

23. Schulz LO. Traditional environment protects against diabetes in Pima Indians. Healthy Weight Journal. 1999;13:68–70.

24. Schulz LO, Bennett PH, Ravussin E, Kidd JR, Kidd KK, Esparza J, Valencia ME. Effects of traditional and western environments on prevalence of type 2 diabetes in Pima Indians in Mexico and the U.S. Diabetes Care. 2006;29:1866–71. 

25. Hanson RL, Ehm MG, Pettitt DJ, Prochazka M, Thompson DB, Timberlake D, Foroud T, Kobes S, Baier L, Burns DK, Almasy L, Blangero J, Garvey WT, Bennett PH, Knowler WC. An autosomal genomic scan for loci linked to type II diabetes mellitus and body-mass index in Pima Indians. Am J Hum Genet. 1998;63:1130–8. 

26. Baier LJ, Hanson RL. Genetic studies of the etiology of type 2 diabetes in Pima Indians: hunting for pieces to a complicated puzzle. Diabetes. 2004;53:1181–6.

27. Stone S, Abkevich V, Hunt SC, Gutin A, Russell DL, Neff CD, Riley R, Frech GC, Hensel CH, Jammulapati S, Potter J, Sexton D, Tran T, Gibbs D, Iliev D, et al. A major predisposition locus for severe obesity, at 4p15–p14. Am J Hum Genet. 2002;70:1459–68.

28. Duggirala R, Almasy L, Blangero J, Jenkinson CP, Arya R, DeFronzo RA, Stern MP, O’Connell P, American Diabetes Association GSG Further evidence for a type 2 diabetes susceptibility locus on chromosome 11q. Genet Epidemiol. 2003;24:240–2. 

29. McCarthy MI. Growing evidence for diabetes susceptibility genes from genome scan data. Curr Diab Rep. 2003;3:159–67.

30. Ventegodt S, Morad M, Merrick J. Clinical holistic medicine: prevention through healthy lifestyle and quality of life. Oral Health Prev Dent. 2004;2(Suppl 1):239–45.

31. Moyad MA. Lifestyle changes, nutritional supplements, and general preventive medicine recommendations that can simultaneously improve heart and urologic health: Part I. What do I tell patients? Seminars in Preventive and Alternative Medicine. 2007;3:74–87.

32. Moyad MA. Lifestyle changes, nutritional supplements, and general preventive medicine recommendations that can simultaneously improve heart and urologic health: Part II. What do I tell patients? Seminars in Preventive and Alternative Medicine. 2007;3:88–100.

33. Lew-Ting CY, Liu FZ, Li HY. In the name of pursuing betterness: The potential menance of lifestyle medicines to health. Taiwan Journal of Public Health. 2007;26:443–51.

34. Lenz TL. Developing a lifestyle medicine toolbox to promote health behavior change. Am J Lifestyle Med. 2011;5:232–5.

35. Walley T. Lifestyle medicines and the elderly. Drugs Aging. 2002;19:163–8.

36. Meek JY. Pediatric lifestyle medicine. Am J Lifestyle Med. 2012;6:440–7.

37. Lianov L, Dysinger W. Lifestyle medicine: a mandate with strong implications for military health care. Mil Med. 2011;176:1355–6.

38. Itoh H. Metabolic domino: new concept in lifestyle medicine. Drugs Today (Barc) 2006;42(Suppl C):9–16.

39. Kida K. 108th Scientific meeting of the Japanese Society of Internal Medicine: educational lecture 4. COPD as lifestyle related illness and lung age. The Journal of the Japanese Society of Internal Medicine. 2011;10:2606–11. 

40. Jain S, Saxena K. Lifestyle and general medicines: a study of promotional mix strategies In India. Journal of Medical Marketing. 2011;11:119–26.

41. Wallace JP, Fly AD. Lifestyle. Sound medicine for high blood pressure. ACSM’s Health and Fitness Journal. 2008;12:8–15.

42. Franklin BA, Cushman M. Recent advances in preventive cardiology and lifestyle medicine: a themed series. Circulation. 2011;123:2274–83.

43. Egger GJ, Binns AF, Rossner SR. The emergence of “lifestyle medicine” as a structured approach for management of chronic disease. Med J Aust. 2009;190:143–5.

44. Mathers CD, Loncar D. Projections of global mortality and burden of disease from 2002 to 2030. PLoS Med. 2006;3:e442.

45. Kvaavik E, Batty GD, Ursin G, Huxley R, Gale CR. Influence of individual and combined health behaviors on total and cause-specific mortality in men and women: the United Kingdom health and lifestyle survey. Arch Intern Med. 2010;170:711–8. 

46. Rosengren A, Hawken S, Ounpuu S, Sliwa K, Zubaid M, Almahmeed WA, Blackett KN, Sitthi-amorn C, Sato H, Yusuf S. Investigators I. Association of psychosocial risk factors with risk of acute myocardial infarction in 11119 cases and 13648 controls from 52 countries (the INTERHEART study): case-control study. Lancet. 2004;364:953–62. 

47. Parkin DM, Boyd L, Walker LC. The fraction of cancer attributable to lifestyle and environmental factors in the UK in 2010. Br J Cancer. 2011;105(Suppl 2):S77–81.

48. Lianov L. American College of Lifestyle Medicine (ACLM) president’s saying 4th, March, 2013 (retracted on the 13th, March, 2013)

49. Calfas KJ, Long BJ, Sallis JF, Wooten WJ, Pratt M, Patrick K. A controlled trial of physician counseling to promote the adoption of physical activity. Prev Med. 1996;25:225–33. 

50. Eilat-Adar S, Xu J, Zephier E, O’Leary V, Howard BV, Resnick HE. Adherence to dietary recommendations for saturated fat, fiber, and sodium is low in American Indians and other U.S. adults with diabetes. J Nutr. 2008;138:1699–704. 

 

 

الصفحة الأولى
Front Page

 افتتاحية
Editorial

منقولات روحيّة
Spiritual Traditions

أسطورة
Mythology

قيم خالدة
Perennial Ethics

 إضاءات
Spotlights

 إبستمولوجيا
Epistemology

 طبابة بديلة
Alternative Medicine

 إيكولوجيا عميقة
Deep Ecology

علم نفس الأعماق
Depth Psychology

اللاعنف والمقاومة
Nonviolence & Resistance

 أدب
Literature

 كتب وقراءات
Books & Readings

 فنّ
Art

 مرصد
On the Lookout

The Sycamore Center

للاتصال بنا 

الهاتف: 3312257 - 11 - 963

العنوان: ص. ب.: 5866 - دمشق/ سورية

maaber@scs-net.org  :البريد الإلكتروني