الهامشيُّ - قصائد مختارة

 

دارين أحمد

 

-1-

الهامشيُّ
وليمة مشتهاة
لأعين تسقط أقمارها لامعةً على جلد مُطفأ
بلون التراب.
مسافرون
كلٌّ في شكله
ليس عَرقًا ما يسيل على الوجه، ليس دم الحيِّ في النفس
هو الغيم
ولها في اعتصار مائه
غايةٌ ما.
تمطر وفي الكهف تنطفئ النار
وتتبدد ظلالٌ لا نعرف لمن.

*

لأظافري شكل مناقير مدببة
وقد قصصتُها
فمتنا من الجوع.

*

أيكون لها
لحظةُ الهامشيِّ
وقع شِعرٍ خفيف مثل خصلة الشعر على خد طفلة غافية
ورديٍّ يشوبه بياض عين نومها الغزالية
يا أحلامها الشفافة
كيف تتبدد
أمام ناظري.

7 ابريل 2018

-2-

بما مسَّكَ من الضُرِّ
بما صُنتَ حتى تلاشى
بالليل وزحمة الأنفاس يأخذها الهدى
ويُرجِعها الهدى
بالصدى المسكون بالصمت
بالكلام بالسَّكت
بالنور يفتح في الجدران نافذةً
ويدخلُ
بما يفعلُ الحلمُ إن سامرهُ ساهرٌ
ثم غفا؛
ما يُقال جسدُ السفينة
والشراعُ
وما مِنْ جبلِ الجليدِ على الماء طفا.

*

تعالى.. تعال
بأي ضوء تنير الطريق
والعتم سال.

22 شباط 2018

-3-

أصحو وليس في نيتي فعل الكثير، السماء قريبة جدًا والوحل العالق في قدمي دافئ ومضيء. يتحرك الوقت فأذهب إلى الحرب البعيدة ولا أعود حتى يفاجئني برد اللعاب وهو يسيل ببطء من زاوية الفم.

أتحرك على كف دمية نائمة، وبعد قليل سيسقط القمر على وجهي فيشقه نصفين. متعددةً، متفردةً، أشبه وقع الماء في الماء، آخذ شكل برج الدلو.

*

برج مخادعٌ. يغطي سواد نفس الناظر ببياض عينيه. أعمى ويحسبه الرائي من عاج فيراوده بنفسه عن نفسه.. عتمةٌ مضاعفة في عينيَّ المغلقتين بشدةِ قبضة اليد على غصن شجرة عالية. من هناك يسقط كاملاً على وجه التراب فيشقه نصفين. يشبهني وأشبهه. واحدةً، متناسخةً، لي صوت كسرة الخبز تحت القدم، آخذ شكل حفرة في الطريق.

*

وكان للرائي عين واحدةٌ، وأخرى. أما أنا فكنت أبصر بجلدي كله..

*

أبصرتُ ورأى.

6 كانون الثاني 2018

-4-

كائن ما
خلسةً يحترق.
اطفئ يديك
الأرضَ حولك
الناسَ
والأفقَ
من طفا في الفراغ
من غرق
وكن كما كنتَ قبل الجريمة
واثقًا
من براءة العقل
غافلاً
عن لمعة الشر في عينه-الدغل
ثم اسق الحديقة
زهرةً ملونة وزهرةْ
في الطين تسرح ظلال رمادية
مثل لهب
يشير إليك.
*
الحب دمعُ الكوكب
عينُك الزرقة الخضرة والسواد
ما تبدد
وما رسا في قلبك
من هذه البلاد.

18 أيار 2018

-5-

ممددةً على الأرض
نصف وجهها طين وبعضي.
لو كنتُ هناك لربما كانتْ هنا
يعذبها التِفهُ
فتصمت مثلما أصمتُ
أو ربما كانت من جنسه الخفيف
يؤرجحها حبيب عابثٌ
أو تؤرقها التجاعيد
أو ربما كانت بين بين
يلمع في نفسها البرق ثم ينطفئ
متشكلةً في الفراغ لحظة الضوء تكتبُ:
"هنا أجلس.. والافتراضُ.
ينقرض جنس الميتة البعيدة
وما يبقى
يُزال بكبسة الزر"

*

يا شِعرُ
يا نهرًا من الحصى والشوك
قد جفَّ ماؤك
والشَّقُّ في أجسادك الشتى
يلد الناسوت من ماء
وقوت.

7 تشرين الثاني 2018

*** *** ***

 

 

 

الصفحة الأولى
Front Page

 افتتاحية
Editorial

منقولات روحيّة
Spiritual Traditions

أسطورة
Mythology

قيم خالدة
Perennial Ethics

 إضاءات
Spotlights

 إبستمولوجيا
Epistemology

 طبابة بديلة
Alternative Medicine

 إيكولوجيا عميقة
Deep Ecology

علم نفس الأعماق
Depth Psychology

اللاعنف والمقاومة
Nonviolence & Resistance

 أدب
Literature

 كتب وقراءات
Books & Readings

 فنّ
Art

 مرصد
On the Lookout

The Sycamore Center

للاتصال بنا 

الهاتف: 3312257 - 11 - 963

العنوان: ص. ب.: 5866 - دمشق/ سورية

maaber@scs-net.org  :البريد الإلكتروني