تأملات جيوشعرية

 

محمد حسن (تموز)

 

الأشياء تتداعى "المركز لا يصمد"
لا شيء عدا الفوضى تروم العالم،
وهيبة البراءة غريقة في كل مكان.
(ييتس)

 

إذا كان اللهب الذي يحرقنا يبعد عنا 150 مليون كم2 فما الذي يستطيع فعله لهب شمعة  بجوارنا؟
إنه يحرقنا أيضًا!

*

للأرض قمر وكذلك بلوتو وبالرغم من ذلك لا يوجد ما يوحد بينهما، وللمريخ قمران وبالرغم من ذلك لم ينظر لنفسه بأنه أعلى شأنًا منهما، وللمشتري ثلاثة وخمسون قمر، هل تراه اشتراها كلها؟
وأنا وحدي ليس لي قمر!

*

تُسمى النقطة التي تكون فيها الأرض في أقرب مواقعها من الشمس نقطة الحضيض (الصيف) 147 مليون كم2.
نحن الآن في الحضيض لكنا لا نبرحه!

*

التربة هي الأفق السطحي المفكك للصخور الأم في الأعماق.
هي بوابتها إلى العالم وكأنه عمق إضافي باتجاه صاعد!

*

فقدت الرياح شاعريتها بالنسبة لي عندما علمت أنها انتقال أفقي للهواء من مناطق الضغط الجوي المرتفع إلى مناطق الضغط الجوي المنخفض. بالرغم من ذلك مازالت الطبيعة تتكلم!

*

أحتاج الإنسان حتى الزمن الجيولوجي الرابع حتى يستطيع الظهور، وكأنه بذل جهدًا! تخمره احتاج لملايين السنين، لماذا إذن ينحدر بهذه السرعة؟ لماذا ينسف تاريخه ويخون ولادته الدرامية، ينحدر، يتلاشى بهذا الشكل الهزلي؟

*

هل تبحث عن هوةٍ عميقة في المحيط تتوارى فيها؟ أعمقُ نقطة في المحيط الهادئ "هوة ماريانا".

*

كانت الأرض أكثر غواية عندما كانت كتلة واحدة "بانجيا"، كنا نستطيع تسميتها الأم بحق، أول شرخ: لوراسيا وغندوانا لاند فصل بينهما بحر تيثس، ومن ثم بدأ التمزق يلف كل شيء!
لقد استعار الإنسان تمزقه من الطبيعة.

*

كلما أردت لو أتأكد أن الحياة هي الحياة خرجت مسرعًا إلى شرفة المنزل أرنو منها إلى ثلاثة نجوم اعتدت النظر إليهم في الجهة ذاتها من الزاوية ذاتها ثابتين في امكانهم رغم كل تلك الاهتزازات (المطارق)! حسنًا ما كان يتغير هو درجة بريقهم حسب وضوح الرؤية في سماءٍ ملوثة. دومًا يشكلون ثلاثتهم مثلثًا يبدو متساوي الساقين للوهلة الأولى ومن ثم بكثير من الدهشة أقضي وقتي في السؤال هل هو متساوي الساقين حقًا؟... حسنًا ها هو الجواب: لا. لكن ما يهم إن كانت الحياة تتمحور حول عدم المساواة والسيقان مختلفة الطول!
شاردًا في أفكاري أرقني رماد سيجارتي استقرَّ على الأرضية النظيفة، أسرعت لأنظفه قبل أن يراه أحد.

*

إننا هنا وهذا صحيح،
ولسنا هنا وهذا صحيح أيضًا!

*

مَن يشعر بوجوده الإنساني في انفصال جزئيات المكان "النقط" عن جزئيات الزمن "اللحظات"... إنه التمزق كسيد. انفصال الذات عن الموضوع.
أيُّة تعريةٍ تُعيد هذه الوحدة؟

*

محاصرٌ بكل هذا الفضاء الواسع!

*

ذات مرة كتبت: الأرض تعبر عن حبها لنا بالجاذبية الأرضية.
اليوم، لقد تراجعت!

*

هناك أشياء تغادر
وهناك أشياء تغادر أيضًا
هذه هي الحياة!

*

العالمُ يحتضر،
عينانِ تسبحان في نهرٍ
من الجفاف.

*** *** ***

 

 

 

 

 

الصفحة الأولى
Front Page

 افتتاحية
Editorial

منقولات روحيّة
Spiritual Traditions

أسطورة
Mythology

قيم خالدة
Perennial Ethics

 إضاءات
Spotlights

 إبستمولوجيا
Epistemology

 طبابة بديلة
Alternative Medicine

 إيكولوجيا عميقة
Deep Ecology

علم نفس الأعماق
Depth Psychology

اللاعنف والمقاومة
Nonviolence & Resistance

 أدب
Literature

 كتب وقراءات
Books & Readings

 فنّ
Art

 مرصد
On the Lookout

The Sycamore Center

للاتصال بنا 

الهاتف: 3312257 - 11 - 963

العنوان: ص. ب.: 5866 - دمشق/ سورية

maaber@scs-net.org  :البريد الإلكتروني