عانت البشرية تاريخيًا من ندرة الغذاء. تشير الكلمة الكورية التقليدية
"بوريغوغاي
(Borigogae)"
(مأزق الشعير) إلى مثل هذا الوضع، أي ندرة الطعام خلال الربيع عندما
كانوا يعتمدون على الأرز إلى أن يحين وقت حصاد الشعير. والسبب في أن
كثيرًا من الناس اليوم لديهم مشكلات صحية مثل السمنة، والسكري،
ومتلازمة الاستقلاب، وارتفاع ضغط الدم، وما إلى ذلك، يرتبط بهذه
الخلفية التاريخية. وعبر التاريخ التطوري للأوضاع الغذائية المحدودة،
تكيّفت أجساد أسلافنا لاستيعاب هذه الندرة. ولذلك تطورت السعة
التخزينية لجسم الإنسان للحفاظ على موارده من الطاقة.
لكنْ، كما أكد غولوب في كتابه
Limits
of Medicine
حدود الطب، تغيرت
أشياء كثيرة في القرن الماضي. فالأمراض الحادة التي تسببها العدوى
الجرثومية لم تعد تلك المشكلة المهمة، فقد تغيَّر نمط الأمراض. وبدلاً
من ذلك، أضحت الأمراض المزمنة موضوعًا مهمًا. والإصرار على أن عدم
كفاية إمدادات الغذاء من شأنه أن يؤدي إلى انخفاض عدد السكان بسبب
حالات غير مرغوب فيها مثل الحرب، كما هو موضح في كتاب
An
Essay on the Principle of Population
مبحث في مبدأ السكان
لتوماس روبرت مالتوس، ثبت أنه إصرار خاطئ. فمنذ نهاية الحرب العالمية
الثانية، أصبحت إمدادات الأغذية أكثر وفرة، وزاد عدد السكان. وفي
البلدان المتقدمة، صار الناس يمشون أقل من السابق لأنهم يستخدمون
سياراتهم الخاصة ويعملون في مكاتبهم بدلاً من الجري للإمساك بالحيوانات
البرية من أجل تأمين البروتين لأجسادهم.